رئيس جمهورية طاجيكستان

نص الحوار التلفزيوني لفخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في تلفزيون منظمة الأمم المتحدة باللغة الروسية

19:33 23.03.2018, الولايات المتحدة الأمريكية

 

  1. فخامة الرئيس، هذه الأيام طاجيكستان وغيرها من دول آسيا الوسطى تحتفل بعيد النوروز. فعليه يسرني أن أهنىء فخامتكم وشعب طاجيكستان العريق بهذا العيد متمنياً لكم موفور الصحة والتوفيق.

في عام 2009م طاجيكستان وعدد من الدول الأخرى تقدمت بمبادرة إعداد مشروع قرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة حول إعلان يوم 21 مارس يوماً دولياً للنوروز.

 

في الحقيقة في 23 فبراير سنة 2010م بمبادرة من طاجيكستان وعدد من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والتي تحتفل بعيد النوروز القديم تبنت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة قراراً ينص على إعلان يوم 21 مارس يوماً دولياً للنوروز.

ومن دواعي السرور أن عيد النوروز العريق الذي يترجم كاليوم الجديد، تم إدراجه أيضا في قائمة التراث البشري الثقافي غير المادي لليونسكو.

النوروز هو واحد من أهم الأعياد المحببة لدى الشعب الطاجيكي.

منذ القدم، انتظر الشعب الطاجيكي تقدم النوروز- عيد الربيع وبداية إحياء الطبيعة.

إذ إن النوروز يمثل عنصرا للربط بين الشعوب ، والذي تقوم على الودّ والاحترام والسلام.

وقد حوفظت هذه التقاليد إلى يومنا هذا ولقيت انتشاراً واسعاً في أيامنا هذه.

 

  1. على مدى عقدين من الزمن تقوم طاجيكستان بنشاط بتفعيل جدول أعمال المياه في إطار منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات. ما هو الدافع لمثل هذه السياسة الخارجية النشطة ودور طاجيكستان في حل قضايا المياه العالمية ومشاكلها؟

من المعروف على نطاق واسع أن العقد الدولي للعمل "الماء من أجل الحياة" ، 2005-2015 ، العام الدولي للمياه العذبة (2003) والعام الدولي للتعاون في مجال المياه (2013) والعقد الدولي للعمل "الماء من أجل التنمية المستدامة" ، 2018-2028 هي مبادرات عالمية مهمة لجمهورية طاجيكستان.

وتهدف جميع هذه المبادرات إلى إنشاء منصة واسعة ومرنة لمناقشة وبحث عن السبل المناسبة والرشيدة لحل القضايا والمهام المتعلقة بالموارد المائية.

وكافة جهودنا ترتكز بالذات على تفعيل حوار مائي بنّاء، بما في ذلك بالدرجة الأولى أن أية قضية مائية لا يمكن حلها إلا من خلال التعاون وإقامة شراكة وثقة وعلاقات متبادلة المنفعة.

ببساطة لا توجد طريقة أخرى.

فبناء على ذلك تهدف جهودنا قبل كل شيء إلى تشكيل ساحات الحوار، التي تسهم في حشد الجهود لحل المشاكل والقضايا المتعلقة بالمياه على المدى الطويل والمستدام.

 

  1. بناءً على مبادرتكم في عام 2016م ، اعتمدت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة قرارًا بشأن إعلان العقد الدولي للعمل "الماء من أجل التنمية المستدامة ، 2018-2028". ما هي تطلعاتكم لهذا العقد ، وما هي الخطوات التي ينبغي أن يتخذها المجتمع الدولي من أجل الوفاء بالالتزامات التي تم اعتمادها مؤخراً في إطار أهداف التنمية المستدامة؟

إننا نتطلع أن يفتح هذا العقد فصلاً جديداً في جهود المجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المتفق عليها دوليا للتنمية المستدامة في مجال الموارد المائية.

وإلى جانب تشكيل ساحة الحوار، سيشجع العقد على تطوير وتنفيذ تدابير فاعلة على جميع المستويات لتحقيق الإدارة المستدامة للمياه. ونحن على يقين أنه من خلال التعاون وتطوير الشراكة ، سيتم العثور على نهج وآليات لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالموارد المائية. وبصفة عامة ، نعتقد أن العقد سيخلق قاعدةً متينة لتوحيد جهودنا الرامية إلى مواصلة معالجة القضايا المتعلقة بالانتقال إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه.

والجدير بالذكر أنه في سياق تنفيذ هذه المبادرات العالمية ، أصبحت مدينة دوشانبه عاصمة العالم لمعالجة القضايا المتعلقة بالمياه. لقد اكتسبت طاجيكستان كثيراً من الأصدقاء الذين يعتبرونها مركزًا لدبلوماسية المياه ومهداً للأفكار والمبادرات البناءة والرشيدة لتسوية مشكلات المياه العالمية.

 

  1. إنكم لطالما تحدثتم في خطاباتكم عن التبعات السلبية لتغير المناخ. برأيكم ، ما هي التدابير ذات الأولوية في مواجهة تغير المناخ على المستويين العالمي والإقليمي؟

 

في الواقع إن آثار التغير تظهر بشكل متزايد ، والتي لها تأثير سلبي على جهودنا لتحقيق أهداف ومهام التنمية.

وما يقوم به خبراء طاجيكستان من رصد ومتابعة على مدى عدة سنوات يشهد لتصاعد تأثير التغير المناخي على الطبيعة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في طاجيكستان والمنطقة.

وفقاً لهذه المتابعات خلال 60 سنة مضت ارتفع متوسط درجة الحرارة السنوية في طاجيكستان بقدر درجة واحدة مئوية كما ازدادت وتيرة وحدة الأحداث الكارثية الناجمة من المياه والأرصاد الجوية.

وقد حدذ الخلل بسعة مواسم المياه المنخفضة ومواسم المياه الغزيرة؛ وهناك تحول حاد بين الفصول، الأمر الذي كان أكثر سلاسة في وقت سابق.

والأثر السلبي لتغير المناخ على كمية ونوعية موارد المياه العذبة صار أمراً واضحا وجلياً.

ووفقاً للمعلومات المتاحة ، من جراء تغير المناخ في حدود طاجيكستان، فقد اختفى ما يصل إلى ألف نهر جليدي وتقلص حوالي 35٪ من الأنهار الجليدية.

أعتقد أنه بالدرجة الولى يجب أن نركز جهودنا على إعداد واعتماد تدابير التكيف، التي تشكل عنصرا هاما في عملية التنمية المستدامة.

وفي طاجيكستان تمثل مشكلات تغير المناخ وعملية اعتماد تدابير التكيف عناصر مهمة في استراتيجية التنمية الوطنية للفترة حتى عام 2030م.

وقد اعتمدت حكومة البلاد البرنامج الحكومي لدراسة وحماية الأنهار الجليدية للفترة 2010-2030م.

قبل أربع سنوات قمنا بالتعاون مع شركائنا ببدء العمل في إطار الدورة الثالثة لبعثة بامير الدولية الجيوفيزيائية حول الجبال شاهقة.

وهذ البعثة تتمتع بقيمة علمية وعملية كبيرة ، ليس فقط لبلدنا ، بل لمنطقة آسيا الوسطى بأكملها.

والمهمة الأخرى تتمثل في ضبط انبعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى لا يسمح بتأثير خطير إنساني على النظام المناخي.

وفي الوقت نفسه ، ينبغي تنفيذ تدابير للحد من الانبعاثات الضارة في الغلاف الجوي دون الإضرار بالمهام وأهداف التنمية.

وهناك اتجاه آخر لجهودنا وهو نقل التكنولوجيات والابتكارات التي تضمن ترشيد استخدام الموارد الطبيعية.

وفي رأيي ، لا يزال التمويل عنصراً رئيسياً لنجاح جهودنا المشتركة في مكافحة تغير المناخ.

وبدون التمويل المناسب لإجراءات الحد من الانبعاثات الضارة والتكيف ، ولنقل التكنولوجيات، قد تبقى كافة نوايانا الطيبة غير محققة.

5. خلال السنوات الأخيرة ، تم تكثيف الجهود لتوسيع التعاون الإقليمي في آسيا الوسطى. برأيك ، ما هي آفاق التقارب الإقليمي وما هي الخطوات الأكثر أهمية في هذا الشأن؟

ترتبط شعوب آسيا الوسطى ببعضها البعض من خلال علاقات الأخوة وحسن الجوار.

كما أن لدينا تاريخًا ودينًا واحداً وثقافة وتقاليد مشتركة.

وإذ تتمتع آسيا الوسطى ، بالطاقة والقدرات الطبيعية ، والإمكانيات  الفريدة للنقل والاتصالات، فهي  تحظى بأهمية جيوسياسية مشهودة، وإن العمليات الجارية في المنطقة تؤثر على تنمية العديد من البلدان ومناطق بأكملها.

وفي الوقت نفسه ، أود أن أشير إلى أن دول وسط آسيا تلعب في الظروف الحديثة دورا هاما في حل المشاكل الساخنة المتعلقة بتعزيز الأمن الإقليمي.

في الوقت الراهن طاجيكستان وكافة دول منطقة آسيا الوسطى تواجه مشاكل جادة تتحدى أمن هذه الدول.

وإن إحراز نتائج إيجابية في مواجهة هذه التحديات يتوقف كثيراً على العمل المنسق المشترك على المستوى الإقليمي.

ومما يبعث على السرور أنه خلال الآونة الأخيرة في منطقة آسيا الوسطى تتزايد رغبة الدول في تعزيز التعاون الإقليمي.

وإن آفاق التقارب الإقليمي تتطلب منا توسيع التعاون بين دول المنطقة على أساس المساواة والثقة والشراكة وحسن الجوار.

وسياسة طاجيكستان في هذا الاتجاه تستند إلى ضرورة تشكيل نظام فعال للتعاون بين الدول للحفاظ على الاستقرار الإقليمي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة المشتركة.

وأنا على يقين أن الاجتماع الاستشاري المنعقد في مدينة أستانا مؤخرا لزعماء دول آسيا الوسطى، بصفتها ساحةً جديدة للتقارب، سيلعب دورا رئيسيا في تعزيز العلاقات بين بلدان المنطقة في التنفيذ المشترك للبرامج والمشاريع الجديدة التي تلبي المصالح طويلة الأجل لجميع دول المنطقة.

 

6. الجميع قلقون بشأن عدم استقرار وتعقيد الوضع في أفغانستان في الآونة الأخيرة. برأيكم ما هي الخطوات التي ينبغي على المجتمع الدولي اتخاذها من أجل استعادة السلام والاستقرار في أفغانستان التي طالت معاناتها؟

إن التطور ألأخير للأوضاع العسكرية والسياسية في أفغانستان يبعث عل بالغ القلق.

والوضع في هذا البلد المجاور يركن إلى مزيد من التفاقم.

 وفي ضوء ذلك ، نعتبر أنه من الأهمية بمكان أن نشترك في وضع التدابير اللازمة لتوحيد الجهود لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين ، بما في ذلك مكافحة تهريب المخدرات.

ويبين تطور الوضع في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين أنه لا يمكن استئصال الإرهاب والتطرف عن طريق القوة فقط.

واليوم ، يجب التركيز بالدرجة الأولى على العوامل الاجتماعية والاقتصادية من أجل مكافحة هذه الظواهر السلبية.

وبدون الأمن ، من المستحيل تطوير الاقتصاد والمجال الاجتماعي لأفغانستان ، وكذلك معالجة القضايا المتعلقة بالتكامل الإقليمي مستقبلاً الأمر الذي يلبي مصالحنا المشتركة.

وفي هذا الصدد ، يشكل التعاون الإقليمي عنصرا هاما لتعزيز الاستقرار في أفغانستان والمنطقة.

وإن طاجيكستان تدعم جهود المجتمع الدولي وشعب أفغانستان في الحل الشامل لمشاكل هذا البلد الصديق.

وفي إطار الأنشطة المشتركة للمجتمع الدولي في أفغانستان ستواصل طاجيكستان تقديم إسهاماتها العملية، خاصة فيما يتعلق بقضية إنعاشها الاقتصادي.

وفي رأينا ، لن تنجح عملية المصالحة الوطنية في هذا البلد إلا إذا كانت هناك عملية متواصلة لصناعة السلام.

 

 

7. ما هي الجهود التي تبذلها حكومة جمهورية طاجيكستان لدعم أفغانستان المجاورة؟

 

إن رؤية الجانب الطاجيكي بشأن الإعمار الاجتماعي والاقتصادي لأفغانستان تنعكس بوضوح في الوثائق الختامية لمؤتمر التعاون الاقتصادي الإقليمي حول أفغانستان (RECCA).

وإن طاجيكستان تصدر اليوم إلى أفغانستان الكهرباء ومواد البناء والمنتجات الزراعية والأسمدة المعدنية والمنتجات الغذائية.

وفي هذا السياق ، نقترح إيلاء اهتمام خاص بقضايا تعليم وتدريب الكوادر الوطنية، التي تشكل عنصرا هاما في ضمان السلام والوئام والتنمية الاقتصادية في أفغانستان.

ونظرا لتنوع سكان أفغانستان، أعتقد أنه من منطلق مققرات دستور هذا البلد ، يجب على الحكومة أن تأخذ في الاعتبار مصالح جميع القوميات.

وإن استمرا تصعيد الصراع المدمر في هذا البلد محفوف بعواقب سلبية طويلة المدى ، سواء بالنسبة لهذا البلد أو للمنطقة بأسرها.

فعليه، نرى أنه من الضروري الاتفاق على برنامج استراتيجي متكامل ومدروس بشكل شامل للعمل المشترك على إرساء السلام والوئام في أفغانستان.

 

8. ما هي أمنياتكم لجمهور تلفزيون الأمم المتحدة؟

إن لقاءنا اليوم يصادف حدثين اثنين ومهمين في رأيي من الأحداث الدولية: عيد الربيع الدولي – النوروز واليوم العالمي للمياه.

وكما ذُكر آنفاً، فإن المجتمع الدولي يبدأ في هذا اليوم المشهود بتنفيذ العقد الدولي للعمل "الماء من أجل التنمية المستدامة".

فعليه، أود أن أهنئكم وكذلك زملاءكم وموظفي أنظمة الأمم المتحدة ومشاهدي هذه القناة بمناسبة عيد النوروز الدولي، متمنياً لكم الصحة والتوفيق والنجاح.

وأغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تقديري لجميع الدول الأعضاء والأنظمة التابعة للأمم المتحدة لمساعدتها في تفعيل تنفيذ المبادرات الدولية للمياه .

 

facebook
twitter
 
استمرار
 
استمرار
استمرار
رسالة إلى رئيس جمهورية تاجيكستان
وفقا للمادة 21 من قانون جمهورية طاجيكستان "بشأن طلبات الأفراد والكيانات الاعتبارية"، إذا ما ذكر عنوان اللقب أو الاسم أو الاسم العائلي أو الاسم الكامل أو مكان الإقامة وعنوان موقعه، او قدم خطاء وكذلك دون توقيع، تعتبر مجهولة الهوية ولن تتطرق فيها، و إذا ما لم تكن لديها معلومات عن التحضير لجريمة أو جريمة التي ما ارتكبت فيها.
Image CAPTCHA
الصحافة والإعلام لرئاسة جمهورية طاجيكستان
تلفون/ فاكس.: ٢٢١٢٥٢٠ (٩٩٢٣٧