رئيس جمهورية طاجيكستان

كلمة زعيم الأمة، فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في الاحتفالية المكرسة بتشغيل التوربينة الأولى لمحطة "راغون" الكهرومائية

18:02 17.11.2018 ،مدينة دوشنبه

أيها المواطنون الأعزاء،

أيها الضيوف الكرام،

إن بدء تشغيل التوربينة الأولى لمحطة "راغون" الكهرومائية بالنسبة لجميع أهالي طاجيكستان المستقلة حدث لا ينسى ويوم تاريخي كنا في انتظاره سنوات مديدة ولطالما بذلنا الجهد لتحقيق هذه النية الطيبة.

وأقدم التهاني الخالصة لكل صغير وكبير في البلاد وجميع مواطنينا في الخارج بالطاقة الكهربائية الأولى لمحطة راغون - المصباح المنير لبيوت شعب طاجيكستان والغد المشرق لوطننا الحبيب.

وإن حكومة جمهورية طاجيكستان بعد أن استتب السلام والاستقرار في بلادنا العزيزة قررت أن تبدأ العمل لبناء هذه المحطة العملاقة ذات الأهمية الحيوية بالنسبة لنا بغض النظر عن الوضع المالي والاقتصادي المعقد للبلاد.  

وفي ظروف بالغة الصعوبة أي في الأيام التي كانت الأزمة الاقتصادية الشديدة تحيط بالعالم  حيث إن اقتصادنا الوطني كان تحت وطأتها نحن باشرنا في بناء هذه المحطة بالعزم والإرادة الراسخة لشعبنا ومن منطلق مصالحنا الوطنية .

لأنه بدون بناء راغون فإن عملية توفير الاحتياجات المتزايدة باستمرار للسكان ومختلف قطاعات اقتصاد البلاد بالطاقة الكهربائية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للبلاد تصير خارج الإمكان.

إذن، محطة راغون تمثل أهم عامل لرقي وتنمية طاجيكستان مستقبلاً ولتوفير الحياة الكريمة لشعبها.

فمن هذا المنطلق بالذات أعلنت حكومة البلاد مشروع "راغون" كمحطة مصيرية ومشروع العصر العملاق وبادرت بإطلاق أعمال بنائها بجذب الشركات الوطنية والأجنبية والمتخصصين ذوي الخبرات العالية.

وحرصاً على  توسعة بناء المحطة بالإضافة إلى مبالغ الميزانية فإن أبناء شعب طاجيكستان والمنظمات والمؤسسات ورجال الأعمال وكذلك مواطنينا من الخارج قدموا إسهاماتهم المنشودة في هذا الأمر من خلال شراء أسهم المحطة.

وأنتهز هذه الفرصة لأعرب عن الشكر والامتنان من جديد لكل من قدم إسهاماته الوطنية في مشروع العصر العملاق هذا.

المواطنون الأعزاء!

في السنوات الأخيرة يتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية على المستويين العالمي والإقليمي بشكل دؤوب ووفقاً لتوقعات الخبراء في دول العالم سوف يزيد الطلب عليها إلى عام 2030م حوالي أربعة أضعاف مقارنة إلى مطلع القرن الحادي والعشرين.

وإن النمو الطبيعي لعدد السكان والمؤسسات الإنتاجية أي نمو الاقتصاد الوطني وازدياد الطلب على الطاقة الكهربائية يقتضي الزيادة في حجم إنتاجها في البلاد.

على مدى 27 سنة من الاستقلال ازدادت نسبة استهلاك الطاقة الكهربائية من قبل الأهالي بثلاثة أضعاف والنصف حيث بلغ هذا الرقم عام 2017م إلى 5.7 مليار كيلوفات ساعة وإن 42 بالمائة من الاستهلاك الداخلي للطاقة الكهربائية اليوم هي من نصيب أهالي البلاد.

وبالتزامن مع ذلك فإنه من أجل التوصل إلى تطوير الصناعة ورفع القدرة التنافسية للمنتجات الصناعية يجب تحقيق مستوى يضمن عملية الإمداد المتواصل بالطاقة الكهربائية.

ورغبة في تحقيق تنمية البلاد المستدامة والارتقاء المطرد بمستوى وجودة معيشة السكان بالذات فإننا أعلنّا تطوير قطاع الطاقة المائية كاتجاه أكثر أهمية وأولوية لسياستنا الاقتصادية والتوصل إلى الاكتفاء الذاتي في الطاقة كواحد من الأهداف الإستراتيجية الوطنية.

وفي غضون 27 سنة من الاستقلال الوطني تم تشغيل أكثر من 1300 ميجاوات من القدرات الجديدة في بلادنا. وإلى جانب ذلك قد شرعنا في تجديد وترميم المحطات الموجودة وهذه العملية تستمر بشكل هادف.

وإن عملية بناء المحطات الكهرومائية على أنهار طاجيكستان تساعد على تحقيق التوازن بين الحاجة إلى الطاقة الكهربائية والموارد المائية، كما أنها تمهد للإدارة المستدامة للموارد المائية والحد من النقص في الطاقة الكهربائية في المنطقة.

وإحدى خصائص العصر الحاضر – هي النزعة العالمية لبلورة "الاقتصاد الأخضر" المرتكز على التوجه إلى المصادر المتجددة والنظيفة بيئياً لإنتاج الطاقة الكهربائية.

وإن طاجيكستان تمتلك موارد ضخمة للطاقة المائية الأمر الذي يجعلها واحداً من المواطن الأساسية لتوليد "الطاقة الخضراء". وإننا نريد أن نستغل هذه الإمكانيات العظيمة ليس لصالحنا فحسب، بل بما يعود بالنفع على منطقة آسيا الوسطى والجنوبية.

فانطلاقاً من ذلك خلال السنوات الأخيرة حرصاً على زيادة توليد الطاقة الكهربائية وتطوير شبكات تحويلها تم من قبلنا إعداد سلسلة من مشاريع، حيث إنه بالتعاون مع الشركاء الدوليين تم تنفيذ عدد من المشاريع، فيما أن الأعمال تجري في تنفيذ مشاريع أخرى.

وفي هذا الإطار، قد بدأ تطوير المشروع الإقليمي لنقل الطاقة الكهربائية "كاسا 1000" وإن تشغيل هذا المشروع سيمهد أرضية ملائمة لزيادة تصدير الطاقة الكهربائية إلى جاراتنا البعيدة والقريبة بالتوازي مع الخسائر المتزايدة لسوق الطاقة الإقليمي.

أيها المواطنون الأعزاء،

إن أيجاد ثقافة التوفير وترشيد الاستهلاك بين الأهالي وفي الوقت نفسه التوسع في استخدام الأجهزة والتكنولوجيات الموفرة للطاقة يعتبر واحداً من العوامل المحورية للتنمية المستدامة لاقتصاد البلاد وضمان الخدمة البعيدة المدى للمنشآت التي تم بناؤها في قطاع الطاقة.

أي كلنا جميعاً، أيها المواطنون الأعزاء، ينبغي أن نقدر الثروات الوطنية وجهود بانئي منشآت الطاقة والعاملين على هذا القطاع.

ويجب علينا أن نتذكر أن النقص في الطاقة الكهربائية في فصل الشتاء كان سبباً لتراجع الاقتصاد ومعاناة شعب بلدنا العزيز طيلة سنوات عديدة.

وإن النقص في الطاقة الكهربائية لم تكن له تداعيات سلبية على اقتصاد البلاد فحسب بل على جميع المجالات والقطاعات الاجتماعية ومستوى وجودة حياة السكان أيضاً.

وبثقة تامة أعرب أن محطة راغون الكهرومائية تقدم إسهامها الكبير في مسيرة تحقيق الاكتفاء الذاتي لبلادنا من الطاقة وإنني أهنئ مرة أخرى من كل قلب جميع أبناء شعب طاجيكستان الشرفاء بهذا اليوم التاريخي – بدء تشغيل توربينتها الأولى.

كما أقدم الشكر والتقدير لجميع مقاولي هذا المشروع المصيري والشركات الأجنبية المتعاونة ممن يبذلون الجهود الخالصة في مشروع العصر العملاق هذا، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في مسيرتهم المهنية المستقبلية.

إن راغون هي منبع نورٍ لكل بيت ودفئٌ لقلب كل فردٍ من أبناء الوطن وعنوانٌ للمجد والرفعة للشعب الطاجيكي وضمانٌ لتنمية طاجيكستان المستدامة وسمعةٌ وكرامةٌ لدولة الطاجيك ذات السيادة!

مباركٌ عليكم بدء تشغيل التوربينة الأولى لمحطة "راغون" - مبعث فخر لدى كل مواطن في طاجيكستان ورمز لرفعة أجيال الوطن في الحاضر والمستقبل.

دمتم في صحة وعافية ورفعة ورفاهية، أيها المواطنون الأعزاء

facebook
twitter
 
استمرار
 
استمرار
استمرار
رسالة إلى رئيس جمهورية تاجيكستان
وفقا للمادة 21 من قانون جمهورية طاجيكستان "بشأن طلبات الأفراد والكيانات الاعتبارية"، إذا ما ذكر عنوان اللقب أو الاسم أو الاسم العائلي أو الاسم الكامل أو مكان الإقامة وعنوان موقعه، او قدم خطاء وكذلك دون توقيع، تعتبر مجهولة الهوية ولن تتطرق فيها، و إذا ما لم تكن لديها معلومات عن التحضير لجريمة أو جريمة التي ما ارتكبت فيها.
Image CAPTCHA
الصحافة والإعلام لرئاسة جمهورية طاجيكستان
تلفون/ فاكس.: ٢٢١٢٥٢٠ (٩٩٢٣٧